تتزايد أهمية أبحاث الصحة وتحسين العمر بشكل ملحوظ على المستوى الوطني والعالمي، وفي هذا الإطار، تقوم «مؤسسة هيفولوشن» الخيرية السعودية بدور بارز في قيادة هذه الجهود العالمية وتوجيهها نحو نتائج حقيقية تؤثر إيجابيا على المجتمعات، وذلك ضمن رؤية المملكة 2030. حيث أكد الدكتور محمود خان، الرئيس التنفيذي للمؤسسة، أن التحدي الأساسي الذي تواجهه البشرية في مجال طول وتحسين العمر والصحة ليس فقط الوصول إلى اكتشافات علمية جديدة، بل يكمن في كيفية تحويل هذه الابتكارات إلى قطاع اقتصادي مستدام وقابل للاستثمار.

حيث تلتزم مؤسسة هيفولوشن الخيرية عزيزي القارئ بتحقيق تقدم ملموس في هذا المجال عبر الاستثمار في الأبحاث العلمية المتطورة، ودعم رأس المال الجريء لتسريع تحويل هذه الاكتشافات إلى حلول فعلية ملموسة. ومن التحديات الرئيسية التي تتصدى لها المؤسسة نقص الكوادر البشرية المؤهلة والمتخصصة في أبحاث طول وتحسين العمر. ولمواجهة هذه المشكلة، أطلقت المؤسسة مبادرات عدة، منها برامج منح الباحثين الجدد، وبرامج التدريب لما بعد الدكتوراه، والزمالات الأكاديمية، بالإضافة إلى توفير كراسي بحثية ممولة، بهدف إعداد جيل جديد من الباحثين والقادة في هذا المجال الحيوي.

ومن أبرز التحديات التي تسعى المؤسسة لحلها أيضا هو غياب معيار موحد وموضوعي لقياس الشيخوخة وطول وتحسين العمر، الأمر الذي يعيق بشكل كبير تطور الأبحاث. وفي هذا الإطار، تدعم هيفولوشن بحوثا رائدة تهدف إلى إيجاد مؤشرات حيوية موثوقة ومعتمدة دوليا، تشبه في أثرها ثورة اكتشاف الكوليسترول منخفض الكثافة (LDL) في مجال أمراض القلب.

إلى جانب التقدم العلمي، يركز الدكتور خان وكامل فريق هيفولوشن على ضرورة تحويل الصحة وطول وتحسين العمر إلى فرص استثمارية واضحة المعالم. ورغم توثيق تكلفة الأمراض بشكل جيد، إلا أنه لا يوجد حتى الآن نموذج مالي واضح يحدد القيمة الاقتصادية للحفاظ على الصحة على المدى الطويل. ولحل هذه الإشكالية، تتعاون المؤسسة مع خبراء عالميين لتصميم نماذج مالية جديدة تحفز القطاع الخاص على الاستثمار بشكل فعال في مجال الصحة وطول العمر.

وفي سياق استراتيجياتها على مستوى السياسات، تسعى هيفولوشن عزيزي القارئ إلى خلق بيئة تنظيمية وقانونية واضحة تتيح للشركات والقطاع الخاص تسويق الابتكارات وتوسيع نطاق تطبيقاتها. ويؤكد الدكتور خان على أهمية دعم الحكومات لهذه الاستثمارات من خلال وضع سياسات تشجع القطاع الخاص على الانخراط في مجال طول العمر والصحة.

تنسجم جهود مؤسسة هيفولوشن بشكل تام مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي لا تستهدف فقط رفع متوسط العمر المتوقع من 76 عاما إلى 81 عاما، بل تسعى لضمان حياة أكثر صحة وجودة للمواطنين. وتعترف قيادة المملكة بأن الهدف الحقيقي ليس مجرد زيادة العمر، وإنما تعزيز الصحة بشكل شامل لضمان حياة نشطة ومنتجة.

نجاح هيفولوشن، بحسب الدكتور خان، لا يقاس فقط بالاكتشافات العلمية أو تطوير المواهب، بل أيضا بالتأثير المباشر في صنع السياسات والتشريعات، وضمان تطبيق الأبحاث في الحياة العملية. ومن خلال دعم الأبحاث المتقدمة والتعاون الأكاديمي والصناعي والحكومي، ترسم المؤسسة نموذجا عالميا جديدا يحتذى به في مجال الصحة وطول العمر والابتكار.

وفي الختام، ترى مؤسسة هيفولوشن أن التحدي الحقيقي ليس في الابتكار العلمي فقط، بل في ضمان تطبيق هذه الابتكارات على نطاق واسع. ويشدد الدكتور خان على أن مستقبل الأبحاث في مجال الصحة وطول العمر يعتمد على خلق نموذج متكامل وواضح من الناحية التنظيمية والتجارية، يضمن تحقيق الأثر الإيجابي المرجو على مستوى العالم.

nabilalhakamy@