نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الهوية السياحية للمدينة المنورة وتنمية الاقتصاد - أقرأ 24, اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 10:17 مساءً
في خطوة استراتيجية محورية، أطلقت الهوية السياحية للمدينة المنورة كرؤية متكاملة لترسيخ مكانة المدينة كوجهة دينية وثقافية عالمية فريدة، وهذا التوجه يعد نقلة نوعية في مسيرة تطوير القطاع السياحي، حيث لا يقتصر على الجانب الترويجي وإنما يشكل محركا رئيسيا لتنمية اقتصادية مستدامة تنسجم مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وتستمد الهوية السياحية مقوماتها من الإرث الثقافي والتاريخي العريق للمدينة المنورة، مستلهمة رموزها الأصيلة من خطها المديني المميز، وأشجار النخيل، وهذه العناصر تشكل علامة بصرية فريدة تجمع بين الأصالة والحداثة، لتعكس العمق الروحي والثقافي الذي تختزنه المدينة.
وتمثل الهوية السياحية رافدا حيويا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث تفتح آفاقا واعدة أمام المستثمرين والعاملين في القطاع السياحي، فالعمل التكاملي بين القطاعين الحكومي والخاص يمكن من صناعة وجهات سياحية متنوعة وتجارب سياحية مميزة، تستثمر المقومات الطبيعية والجغرافية للمدينة، مما يسهم في تحسين جودة الحياة وإثراء تجربة الزوار، وهذا بدوره ينعكس إيجابا على القطاعات المرتبطة بالسياحة كالفندقة والنقل والتجزئة، محققا عوائد اقتصادية مستدامة.
وتبرز الهوية السياحية التنوع الثقافي والمعماري للمدينة المنورة كعنصر مميز في شخصيتها السياحية، حيث تحافظ على هويتها التاريخية كجزء أصيل من مسيرتها نحو المستقبل، وستصبح المدينة المنورة وجهة سياحية متكاملة تجمع بين التراث الثقافي والتاريخي وتطور الخدمات والبنية التحتية، مما يضعها في مصاف الوجهات العالمية.
وفي تقرير نشر على (واس)، تصدرت المدينة المنورة مدن المملكة في معدلات إشغال مرافق الضيافة السياحية بنسبة 74.7% خلال النصف الأول من عام 2025، وذلك وفق تقرير وزارة السياحة لأداء قطاع الضيافة في المملكة. وللمعلومية، يعتبر معدل الإشغال هذا مرتفع جدا محليا وعالميا. وبلغ إجمالي مرافق الضيافة المرخصة في المدينة المنورة 538 مرفقا، منها 69 مرفقا جديدا جرى ترخيصه مؤخرا، بينما وصل إجمالي عدد الغرف الفندقية إلى 64,569 غرفة، من بينها 6,628 غرفة حديثة أضيفت خلال الفترة ذاتها.
القطاع السياحي في المدينة المنورة سجل نموا مرتفعا في أعداد الزائرين خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حيث استقبل 18 مليون زائر خلال عام 2024م، و 14.1 مليون زائر خلال عام 2023م، و8.2 ملايين زائر خلال عام 2022م. وأوضح التقرير الذي أصدرته غرفة المدينة المنورة أن أنشطة قطاع الإيواء، ووكالات السفر، وتنظيم الرحلات سجلت زيادة بلغت 18.7% خلال عام 2024م مقارنة بعام 2023م.
المدينة المنورة تحتضن تقريبا 400 معلم ديني وتاريخي وثقافي، تجذب الزوار من مختلف دول العالم، أبرزها المسجد النبوي، والمساجد الكبرى التاريخية، ومجموعة من المتاحف، والمعارض، والوجهات السياحية الحديثة، والمواقع التاريخية التي تم تأهيلها وتطويرها لاستقبال الأفراد، مثل الأودية والآبار التاريخية، والمواقع الأثرية، لتشكل رافدا لدعم القطاع السياحي في المنطقة.
إن إطلاق الهوية السياحية للمدينة المنورة يمثل نموذجا ملهما لكيفية تحويل الإرث الثقافي والروحي إلى محرك للتنمية الاقتصادية، وأنها رحلة تثبت أن الجمع بين احترام الماضي وابتكار المستقبل هو السبيل الأمثل لبناء نموذج تنموي مستدام، يضع المدينة المنورة على خريطة السياحة العالمية، ويحقق عوائد اقتصادية واجتماعية تعود بالنفع على الوطن وأهله.
0 تعليق