تعافى ليحيا من جديد.. رحلة عودة من فخ الإدمان - أقرأ 24

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

«الخليج» تفتح نافذة على قصص إنسانية نابضة بالأمل، تجسد قيم الرحمة والتكافل في مجتمعنا، فنروي حكايات أولئك الذين يتعثرون في طريق الحياة، ثم يجدون أيادي العطاء تمتد إليهم، لتعيد إليهم معنى الانتماء، وليبقى الخير لغة مشتركة تجمعنا.

لا شيء يوجع القلب أكثر من رؤية شاب في مقتبل العمر يضيع بين براثن الإدمان، يهجر أحلامه ومستقبله، ويهيم في دروب مظلمة بلا عقل ولا ضمير.

لكن وسط هذا السواد، يظل هناك بصيص نور، حين يجد من يمدّ له يد العون، كما يفعل مركز «حماية» الدولي الذي حوّل قصص الألم إلى حكايات تعافٍ، تبعث الطمأنينة وتمنح الفرصة للبدء من جديد.

لم يكن يتوقع أن لحظة طيش واحدة يمكن أن تغيّر مجرى حياته بأكملها، لحظة واحدة فقط، كانت كفيلة بأن تسحبه من مقاعد الدراسة وأحلام المستقبل، إلى ظلام الإدمان ودوامة الضياع.

بدأت الحكاية من جلسة عابرة، جلس بين رفاق سوء تلاعبوا بفضوله، فأقنعوه بتجربة «حبوب السعادة»، ليكتشف لاحقاً أنها لم تجلب سوى الألم، وأنها سرقت منه ذاته قبل أن تسرق عمره.

تحوّل الشاب الطموح الذي كان يحلم بمستقبلٍ مشرق إلى أسيرٍ لسمومٍ لا تعرف الرحمة، انقطعت صلته بأسرته ودراسته، وتبدّد بريق الأمل في عينيه، حتى صار غريباً عن نفسه، يحمل داخله وجعاً لا يُرى.

لكن الحياة برغم قسوتها منحت له فرصة ثانية. فقد احتضنه مركز «حماية» الدولي ومعه أسرته، لا مذنباً يحتاج إلى عقاب، بل إنسان جريح يحتاج إلى من يسمعه ويمدّ له يد العون. لم يُعاملوه مريضاً فحسب، بل مثل قلب يطلب الشفاء، وعقل يحتاج إلى من يوقظ فيه الأمل.

داخل جدران المركز، وجد بيئة دافئة تعيد له ثقته بنفسه، وتساعده على اكتشاف ذاته من جديد. وعن طريق جلسات عدة في المركز تعلّم كيف يتحدث عن ألمه من دون خوف. وكيف يُفرغ ما اختنق في صدره من وجع. وكيف يعيد ترميم إرادته التي انكسرت ذات يوم تحت ضغط رفاقٍ بلا ضمير ساقوه نحو المجهول وتركوه وحيداً في مواجهة العدم.

بداية جديدة

واليوم، يقف هذا الشاب على أعتاب بداية جديدة، أكثر وعياً ونضجاً، ينظر بعين الندم والامتنان إلى أسرته التي لم تتخلّ عنه، وتحملت صراعه بصبرٍ موجع، مؤمنة بأن الأمل لا يموت. لقد تعلّم أن السعادة ليست في حبوبٍ مزيّفة، بل في احتواء الأسرة، وفي دفء الإيمان، وفي القوة التي تولد من رحم الانكسار.

أكد العميد الدكتور عبد الرحمن شرف المعمري، مدير مركز «حماية» الدولي، أن القانون الإماراتي، عبر المادة ال 89، يمنح المتعاطين فرصة ثمينة للعلاج طوعاً من دون أي ملاحقة قانونية، سواء تقدموا بأنفسهم أو بادر ذووهم بالإبلاغ عنهم، ليستفيدوا من برامج العلاج والتأهيل بعيداً من العقوبات. وعلى العكس، فإن تستّر بعض الأسر على أبنائها خوفاً من الفضيحة أو على السمعة، لا يحميهم، بل يزيدهم ضياعاً ويدفعهم نحو هاوية لا عودة منها.

وشدد المعمري، على أن الأسرة خط الدفاع الأول. داعياً أولياء الأمور إلى تعزيز التواصل الإيجابي مع أبنائهم، واستثمار أوقات فراغهم في الإجازات بما ينمّي مهاراتهم ويعزز ثقتهم بأنفسهم. كما أوصى بمراقبة نشاطهم الرقمي بهدوء ومن دون ترهيب، وفتح حوارات صادقة في مخاطر الإنترنت، مع تفقد التطبيقات والألعاب التي يستخدمونها وتوجيههم نحو الخيارات الأكثر أماناً.

استغلال الغرباء

كما حذر من استغلال الغرباء لمدة الصيف في ترويج السموم بين الشباب. داعياً إلى توعية الأبناء بخطورة اللعب أو التحدث مع مجهولين، أو قبول الهدايا والحلوى من الغرباء، ومتابعة صداقاتهم، وإرشادهم إلى الأنشطة الصحية والنافعة.

أخبار ذات صلة

0 تعليق