يحظى المعلّم في دولة الإمارات بتقدير رفيع ومكانة راسخة، بوصفه الركيزة الأساسية في مسيرة بناء الإنسان ونهضة الأوطان. وانطلاقاً من إيمانها العميق بدوره في التنمية الشاملة، تولي الدولة اهتماماً كبيراً بتمكين المعلمين وتوفير مختلف أشكال الدعم والرعاية لهم، إدراكاً لارتباط رسالتهم ارتباطاً وثيقاً بخطط التطوير والتحديث التي تشهدها منظومة التعليم.
وفي هذا الصدد، أكد وزراء ومسؤولون أن يوم المعلّم العالمي يجسد عرفاناً بدور المعلّم في بناء الإنسان وصناعة المستقبل، مشيرين إلى أن المعلّم هو حجر الأساس في التنمية والتقدّم، وصانع العقول التي تنهض بالأمم. وأكدوا أن القيادة الرشيدة تولي التعليم والمعلمين اهتماماً خاصاً، إيماناً بدورهم المحوري في ترسيخ قيم المعرفة والابتكار، مشيدين بجهودهم في إعداد أجيال قادرة على مواجهة تحديات العصر. وشدّدوا على أن تمكين المعلّم وتقدير عطائه مسؤولية وطنية ومجتمعية، باعتباره شريكاً أساسياً في تحقيق رؤية الإمارات لبناء اقتصاد معرفي وإنسان مبدع يقود مسيرة التطوّر.
أكدت سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة التربية والتعليم، أن يوم المعلم العالمي يمثل محطة سنوية نستذكر فيها معاني النجاح وقصص العطاء التي صنعتها سواعد المعلمين في دولة الإمارات والعالم.
وقالت: إن المعلم ليس مجرد ناقل للمعرفة، بل هو حامل رسالة البناء الإنساني والتربوي، الذي يغرس في نفوس الطلبة قيم العلم والانتماء والعمل الجاد، وأشارت سارة الأميري إلى أن القيادة الرشيدة تولي عناية خاصة بالمعلمين، إيماناً بدورهم المحوري في صناعة المستقبل وتحقيق مستهدفات التنمية الوطنية.
ورفعت أسمى آيات التقدير والشكر لمنتسبي المنظومة التعليمية كافة، مباركةً لهم يومهم العالمي، ومؤكدة أن عطاءهم سيظل الركيزة الأساسية التي يستند إليها التعليم في دولة الإمارات.
عماد المنظومة
وأكد المهندس محمد القاسم، وكيل وزارة التربية والتعليم، بمناسبة يوم المعلم العالمي، أن المعلم يمثل العماد الأساسي للمنظومة التعليمية، بما يقوم به من دور مباشر في صناعة أجيال قادرة على مواكبة المتغيرات مشيراً إلى أن دور المعلم لا يقتصر على التعليم فحسب، بل يمتد ليكون عنصر توازن ودعم في المجتمع المدرسي بكل مكوناته.
وتوجه محمد القاسم، بهذه المناسبة، بجزيل الشكر والامتنان للمعلمين في الميدان التربوي، مشيداً بجهودهم في دعم الطلبة، وتعزيز مسيرة التعليم في الدولة، ومؤكداً أن ما يبذلونه من إخلاص وتفانٍ يشكل أساساً صلباً لتحقيق تطلعات المجتمع والدولة نحو مستقبل أكثر ازدهاراً.
رسالة بناء الأجيال
كما توجه الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير الرياضة، ورئيس مجمع كليات التقنية العليا بالتهنئة والتقدير إلى كافة المعلمين والمعلمات، بمناسبة يومهم العالمي، مشيراً إلى أن كل معلم في كل مدرسة وجامعة ومؤسسة تعليمية يحمل رسالة بناء الأجيال وتشكيل العقول وبناء المهارات، فالمعلم يزرع بذرة النجاح في الحاضر ليحصدها الوطن ازدهاراً في مستقبله.
وقال: «نؤمن في كليات التقنية العليا بأن جودة التعليم وتميز خريجينا يعتمد بشكل أساسي على كفاءة المعلمين وقدرتهم على الابتكار لتزويد الطلبة بعلوم المستقبل وإعدادهم لمواجهة تحدياته واقتناص فرصه.
ومع احتفالنا بيوم المعلم العالمي، نجدد التزامنا بتقدير المعلمين والاستثمار في قدراتهم، وتوفير بيئة تحفزهم على التطور والإبداع، فبالمعلمين ومعهم، نبني اقتصاد المستقبل القائم على المعرفة، وننشئ أجيالاً ومجتمعات رائدة تحمل طموحات الإمارات إلى العالم».
رسالة عظيمة
كما قال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: «نحتفي باليوم العالمي للمعلمين، لنقف أمام رسالة عظيمة حملها عبر العصور رجال ونساء شكَّلوا جوهر النهضة الإنسانية، ورسَّخوا قيم العلم والمعرفة، وأرسوا أسس التقدم للبشرية جمعاء. فالمعلم ليس ناقلاً للمعرفة فحسب، بل هو صانع العقول، ومهندس القيم، وباني المستقبل». وأضاف: «نؤمن في مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة إيماناً راسخاً بأن المعلِّم هو الاستثمار الأهم لأي أمة تطمح إلى تحقيق التقدم والريادة، وأن دعمه وتمكينه هو الطريق الأهم لبناء إنسان قادر على الإبداع والابتكار، ومواجهة تحديات عالم سريع التغير. ومن هذا المنطلق، جعلنا من النهوض بالمعلم والتعليم أساساً لرسالتنا، ومحور مبادراتنا ومشاريعنا الاستراتيجية، بدءاً من«قمَّة المعرفة»، و«مؤشِّر المعرفة العالمي»، و«أكاديمية مهارات المستقبل»، وصولاً إلى«حوارات المعرفة» و«بالعربي» و«برنامج دبي الدولي للكتابة» وغيرها من المشاريع، التي تهدف جميعها في جوهرها إلى وضع المعلم في صدارة مسيرة التنمية وصناعة المستقبل».
وأكَّد: «أن تكريم المعلّم في هذا اليوم المميز هو تجديد لعهدنا تجاه الأجيال القادمة، والتزام بمواصلة الاستثمار في العقول التي تُعلِّم وتُلهم وتبني».
إخلاص وأمانة
ومن جانبه، قال أحمد درويش المهيري، مدير عام دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي، إن المعلّم يمتد أثره خارج حدود القاعة الدراسية والمنصة التعليمية، فهو كل من يحمل رسالة ويؤديها بإخلاص وأمانة، ليغرس القيم، ويعزز الوعي، ويترك بصمة راسخة في المجتمع، ومن هذا المنطلق، نرى في المعلّم الركيزة الأساسية في منظومتنا التعليمية والثقافية، والشريك الأوثق في إيصال رسائل الدائرة بالصورة الصحيحة، وترسيخ القيم الإسلامية وتعزيز الهوية المجتمعية.
وأضاف بمناسبة اليوم العالمي للمعلم، نفخر في الدائرة بمعلمينا وكوادرنا في مراكزنا المتنوعة، الذين يشكلون سفراء للعلم والثقافة والمعرفة، بما يقدمونه من جهد صادق يعكس رسالتنا المؤسسية، ويواكب تطلعات قيادتنا الرشيدة في بناء مجتمع متوازن يقوم على العلم والإيمان، فالمعلّم، بأدواره ومسؤولياته المتعددة، سيبقى شريكاً استراتيجياً في بناء الإنسان وصناعة المستقبل، وضمان استدامة التنمية الحضارية التي تشهدها دولتنا.
عائشة اليماحي: تسخير التكنولوجيا لدعم رسالة المعلم
قالت الدكتورة عائشة اليماحي المستشار الاستراتيجي ل«ألف للتعليم»: يحمل اليوم العالمي للمعلم في ثناياه رسالة تقدير وامتنان إلى ركائز منظومتنا التعليمية من معلمين ومعلمات، ويجسد معاني العرفان والتقدير لبُنَاة الأجيال الذين نقتدي بهم، ونستلهم من عطائهم وتفانيهم العزم على مواصلة مسيرة تمكين الإنسان معرفياً وعلمياً.
ويكتسب هذا اليوم رمزية خاصة في وطننا، حيث أولت قيادتنا الرشيدة قطاع التعليم أولوية قصوى، ووضعت المعلم في صميم الاستراتيجيات التنموية، إيماناً بدوره المحوري في ترسيخ أركان البنيان المعرفي، وغرس ثقافة الابتكار لدى الأطفال والناشئة والشباب باعتبارهم أمل اليوم ورهان الغد.
واستلهاماً من هذا النهج، وضعت «ألف للتعليم» على عاتقها تسخير التكنولوجيا كأداة تدعم المعلم في أداء رسالته السامية، وحرصت على رفده بأحدث الأدوات الرقمية لمواكبة متطلبات العصر، وتلبية احتياجات الطلبة في القرن الحادي والعشرين، ويتجلى هذا الالتزام بإسهاماتنا في مجال التعليم المخصص المدعوم بالذكاء الاصطناعي، حيث تتولى أدواتنا المتقدمة تحليل أكثر من 16 مليون نقطة بيانات يومياً، ويمتد أثرها ليشمل أكثر من 1.6 مليون طالب وطالبة وما يزيد على 70 ألفاً من المعلمين والمعلمات.
وفي هذه المناسبة العزيزة، نتقدم للمعلمين والمعلمات بأسمى آيات التهاني، معربين عن عميق تقديرنا لبصمتهم المشهودة في بناء الأجيال، وتحويل الصفوف الدراسية إلى حاضنات للإبداع ومساحات للإلهام.
0 تعليق