بشائر مؤتمر نيويورك لحل الدولتين - أقرأ 24

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بشائر مؤتمر نيويورك لحل الدولتين - أقرأ 24, اليوم السبت 4 أكتوبر 2025 10:17 مساءً

أعلنت حركة حماس حال كتابة المقال موافقتها على خطة الرئيس ترامب لوقف إطلاق النار بغزة، وصدر عن الرئيس ترامب ترحيب بقرارهم، وهو مؤشر للبدء بتنفيذ وقف إطلاق النار وبدء عملية طويلة وشاقة من مفاوضات السلام في غزة وفلسطين بوجه عام، وأتصور أن نتنياهو وحكومته لن يقفا في مواجهة ذلك، لا سيما بعد تأكيد الرئيس ترامب الحازم له بقبول الخطة والبدء بتنفيذها في حال موافقة حماس عليها.

يأتي هذا التطور الإيجابي، وأقصد به الضغط الأمريكي على حكومة إسرائيل للقبول بتنفيذ خطة ترامب للسلام في غزة، كنتيجة رئيسة لتسونامي حل الدولتين الذي أشرت لتفاصيله في المقال السابق، والذي قادته المملكة العربية السعودية بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي وبالتوافق مع فرنسا في تبني مؤتمر نيويورك لحل الدولتين.

كما يأتي كردة فعل أمريكية على تسارع الدول الأوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما يشي باستعادتها الإمساك بزمام الحل السياسي في الشرق الأوسط بعيدا عن أي وجود أمريكي، وبخاصة بعد أن وضح للمراقب السياسي مدى عزلتها دوليا جراء سياسات الرئيس ترامب الاستبدادية، وبسبب تأييد حكومته الكلي لحكومة نتنياهو التي زادت عزلتها دوليا جراء تزايد غضب شعوب العالم منها لما ترتكبه من جرائم إبادة بحق المجتمع المدني في فلسطين.

وعليه، ورغبة في استعادة الرئيس ترامب لزمام القيادة جاءت خطته التي عرضها على قادة الدول الإسلامية الثماني في الأسبوع الفائت، وتم مناقشتها وإقرارها من قبلهم، ليتم إخبار نتنياهو بها وفرضها عليه في حال قبلت بها حركة حماس، وهو ما يجب أن يتم في القادم من الأيام إلا إذا تملصت إسرائيل من الاتفاق وعرقلت بخبثها وقف إطلاق النار في غزة.

أشير إلى أن كل ذلك في حال تمامه قد جاء نتيجة لمؤتمر نيويورك القاضي بالاعتراف الدولي بحل الدولتين، والذي مثل أول خطوة رسمية في فرض إقرار السلام على إسرائيل بإرادة أممية، وهو ما لا تستطيع الولايات المتحدة تجاهله لوقت أطول، وسيفرض عليها مستقبلا الاعتراف بدولة فلسطين أسوة ببقية شعوب ودول العالم، وهو ما سينهي حالة الصراع في الشرق الأوسط بتأسيس دولة فلسطين الموعودة والواجب استحقاق قيامها منذ إعلان القرار 181 عام 1947م وما تبعه من قرارات أممية، وهو القرار ذاته الذي بموجبه تأسست دولة إسرائيل.

في هذا السياق فكم هو العجب من دولة إسرائيل التي أتيحت لها فرصة السلام الكلي مع محيطها وفق المبادرة العربية للسلام، وأتيح لها في حال موافقتها على تلك المبادرة والإقرار بحل الدولتين أن تكون حاضرة في المشهد الاقتصادي والتنموي والتقني في مختلف دول المنطقة، وكان يمكن أن تكون بارزة في ذلك المشهد نتيجة تطورها وتفوقها التقني والاقتصادي، لكنها وبسبب غطرستها وغرور القوة، ولانطلاقها من مشروع تلمودي متطرف يقضي بعداوتها وكرهها للآخر، بل والعمل على تدميره وقتله أو استعباده، في صورة عنصرية بغيضة، كل ذلك قد حرمها من أن تعيش بسلام، وأن تتصدر المنطقة بما هي عليه من تطور وتقدم، ولعمري فذلك يؤدي إلى نهايتها في آخر المطاف، حيث لن تبقى على حالها، وسينفر أهلها مع الوقت واستشعار الخوف الدائم من المنطقة، كما قد بدأ العد العكسي لها بين شعوب العالم، وفي أوروبا بوجه خاص، وهو ما ينبئ بتلاشيها بشكل سريع مستقبلا إن استمرت في غطرستها وغرور القوة الزائف، فهل من رشيد بها يعي ذلك؟

أخبار ذات صلة

0 تعليق